أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز، سلسلة من القرارات الصارمة بعد دراسة عدد من الشكاوى المتعلقة بالمحتوى الذي قُدم في بعض حلقات البرامج الرياضية خلال الفترة الماضية، وعلى رأسها برنامج «البريمو» الذي يعرض على قناة «TEN»، فضلًا عن محتوى حسابات «نجم الجماهير» على منصات التواصل الاجتماعي. وجاءت هذه القرارات لتؤكد سياسة المجلس في ضبط الأداء الإعلامي والحفاظ على المعايير المهنية ومنع التجاوزات التي تُثير الجدل وتخرج عن الإطار المهني والقانوني.
البداية كانت مع مناقشة لجنة الشكاوى التابعة للمجلس، برئاسة الإعلامي عصام الأمير، والتي قامت بفحص عدد من المخالفات التي تم رصدها في حلقات برنامج «البريمو» الذي يقدمه الإعلامي إسلام صادق. وبعد مراجعة محتوى الحلقات تبين للجنة وجود مخالفات واضحة للضوابط والمعايير والأكواد الإعلامية الصادرة عن المجلس، وهو ما استدعى إصدار قرار بتغريم قناة «TEN» مبلغ 50 ألف جنيه كإجراء ردعي يهدف إلى منع تكرار مثل هذه المخالفات.
وفي خطوة موازية، وجَّه المجلس الأعلى إنذارًا رسميًا للحسابات الإلكترونية التي تحمل اسم «نجم الجماهير»، وذلك بعد رصد عدد من المقاطع والحلقات المنشورة عبر هذه الحسابات والتي تضمنت مخالفات للقانون. ويأتي هذا الإنذار كتحذير أولي يُلزم القائمين على المحتوى بتصحيح المسار، مع التأكيد على أن المجلس لن يتردد في اتخاذ إجراءات أشد صرامة في حال استمرار التجاوزات.
أما القرار الأبرز، فكان إلزام جميع الوسائل الإعلامية الخاضعة للقانون رقم ١٨٠ لسنة ٢٠١٨ بمنع ظهور الكابتن رضا عبدالعال، لاعب الأهلي والزمالك السابق، وكذلك الإعلامي أبو المعاطي زكي، لمدة شهرين كاملين اعتبارًا من تاريخ صدور القرار. وقد جاء هذا الإجراء بعد مراجعة عدد من الحلقات التي شارك فيها الطرفان، والتي رأى المجلس أنها حملت محتوى مخالفًا للمعايير المهنية، سواء من خلال التصريحات المثيرة للجدل أو التجاوزات اللفظية أو الاتهامات غير المستندة إلى أدلة، وهو ما اعتبره المجلس تجاوزًا يستوجب المنع المؤقت حفاظًا على ضبط المشهد الإعلامي الرياضي.
ولم يكتفِ المجلس بذلك، بل قرر مخاطبة نقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي خالد البلشي، لاتخاذ ما تراه مناسبًا تجاه ما تضمنه المحتوى الذي يُقدمه الإعلامي أبو المعاطي زكي، وذلك في إطار تطبيق القوانين المنظمة للعمل الصحفي وضمان التزام جميع الإعلاميين بميثاق الشرف الصحفي.
وتأتي هذه القرارات في وقت يشهد المشهد الرياضي والإعلامي حالة من الجدل المتكرر بسبب بعض التصريحات والانفعالات الخارجة عن السياق المهني. ويؤكد المجلس الأعلى للإعلام من خلال قراراته الأخيرة أنه يسعى إلى حماية الجمهور من المحتوى المضلل أو المتجاوز، وإلى دعم الإعلام الجاد القائم على المهنية والاحترام والالتزام بالقواعد.
وبينما يرحب قطاع من الجمهور بهذه الإجراءات باعتبارها خطوة لضبط الساحة، يرى آخرون أنها قد تثير جدلاً حول حدود الحرية الإعلامية. وبين هذا وذاك، يبقى الثابت أن المجلس يواصل مراقبة الأداء الإعلامي لتحقيق التوازن بين حرية الرأي وبين احترام الضوابط التي تحفظ حقوق الجميع، وتمنع انتشار الفوضى الإعلامية.
