شهدت أروقة نادي الزمالك كواليس هادئة ولكنها تحمل الكثير من المعاني بعد التعادل أمام كايزر تشيفز الجنوب أفريقي في الجولة الثانية من دور المجموعات ببطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية، حيث عقد أحمد عبد الرؤوف، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم، جلسة خاصة مع حارس الفريق محمد صبحي، عقب خطئه الذي كلف الفريق هدف التعادل في الدقائق الأخيرة من المباراة.
وبحسب مصادر داخل الفريق، فإن عبد الرؤوف حرص على تهدئة اللاعب واحتواء حزنه الشديد، خاصة بعدما ظهر صبحي متأثرًا عقب المباراة، واعتذر لمدربه وزملائه عن الخطأ الذي تسبب في فقدان الزمالك نقطتين ثمينتين كان من شأنهما أن يضعا الفريق منفردًا بصدارة المجموعة. وأكد صبحي خلال الجلسة أنه يتحمل كامل المسؤولية، وأن ما حدث كان لحظة سوء تقدير تحدث في كرة القدم.
عبد الرؤوف، من جانبه، تعامل مع الموقف بخبرة كبيرة وهدوء ملحوظ، حيث شدد على ثقته الكاملة في قدرات محمد صبحي، مؤكدًا أن اللاعب حارس كبير وأن الأخطاء جزء طبيعي من اللعبة. وأبلغ المدير الفني الحارس بأنه يثق في عودته بشكل أقوى، وأن مثل هذه المواقف قد تكون دافعًا إيجابيًا إذا تعامل اللاعب معها بالشكل الصحيح.
كما كشف مصدر داخل الفريق أن عبد الرؤوف أبلغ عبد الناصر محمد، مدير الكرة، بشكل رسمي، رفضه التام توقيع أي عقوبات على الحارس، مشددًا على أن الفريق يمر بمرحلة يحتاج فيها اللاعبون للدعم وليس العقاب، وأن صبحي من أكثر اللاعبين التزامًا داخل الفريق وأحد العناصر الأساسية التي يعتمد عليها الجهاز الفني خلال المرحلة المقبلة. وأضاف عبد الرؤوف أن العقوبات النفسية التي يشعر بها اللاعب بعد الخطأ أكثر قسوة من أي غرامة مالية أو قرار إداري.
وتابع المدير الفني حديثه للحارس مؤكدًا أن الفريق يلعب منافسات قوية في الكونفدرالية والدوري، وأن التركيز يجب أن يتحول من الخطأ إلى كيفية التحسن والاستعداد للمباريات المقبلة، خاصة أن الزمالك ما زال يملك حظوظًا قوية في المنافسة على صدارة المجموعة والتأهل للدور التالي. وأشاد عبد الرؤوف بروح اللاعب واعتذاره وتحمله للمسؤولية، وهو ما اعتبره دليلًا على شخصية قوية تستحق الدعم.
وتأتي هذه الجلسة في وقت تحتاج فيه جماهير الزمالك لطمأنة، خاصة في ظل الأداء الجيد للفريق خلال المباراة أمام كايزر تشيفز، والتي قدم فيها اللاعبون مستوى مميزًا وكانوا قريبين من تحقيق الفوز لولا الخطأ الفردي في اللحظات الأخيرة. وقد أثنى عبد الرؤوف على المجهود الكبير للاعبين خلال اللقاء، مؤكدًا أن الفريق يسير في الطريق الصحيح.
ورغم التعادل، يحتل الزمالك المركز الثاني في المجموعة برصيد 4 نقاط خلف المصري المتصدر بـ6 نقاط، ما يجعل صراع المجموعة مفتوحًا في الجولات المقبلة، ويزيد من أهمية دعم اللاعبين والعمل على رفع الروح المعنوية قبل المباريات القادمة.
وتُعد طريقة تعامل عبد الرؤوف مع صبحي مثالًا على القيادة الهادئة التي يركز عليها مدرب الزمالك منذ توليه المهمة، وهي الطريقة التي تحاول إعادة الاستقرار والثقة داخل الفريق بعد فترة من التوتر والضغوط المتتالية.
ومع استمرار المنافسات، يبقى دعم اللاعبين لبعضهم البعض، والدور النفسي الذي يلعبه الجهاز الفني، أحد أهم العوامل التي قد تقود الزمالك للعودة بقوة إلى المنافسة القارية.