تشهد أروقة نادي الزمالك حالة من التوتر خلال الساعات الأخيرة، بعد انتهاء المهلة التي منحها محامي اللاعب صلاح الدين مصدق لإدارة النادي بشأن تسوية مستحقاته المالية المتأخرة. الأزمة أخذت منحنى أكثر تعقيدًا بعدما طالب اللاعب محاميه رسميًا ببدء إجراءات فسخ عقده من طرف واحد بسبب عدم حصوله على مستحقاته لفترة طويلة، ما جعله يشعر بأن وضعه مع النادي لم يعد مستقرًا أو مطمئنًا.
وبحسب مصدر مقرب من اللاعب، فإن صلاح مصدق يرى أن حقوقه المالية ليست محل تفاوض، وأن عدم وفاء الإدارة بوعودها السابقة دفعه لاتخاذ خطوة التصعيد. وأكد المصدر أن اللاعب يشعر بالظلم، خاصة أنه التزم بجميع بنود التعاقد وشارك في التدريبات والمباريات دون تقصير، بينما لم يحصل على مستحقاته منذ أشهر، الأمر الذي تسبب في توتر العلاقة بين الطرفين بشكل ملحوظ.
من ناحية أخرى، تبذل إدارة الزمالك محاولات مكثفة خلال الأيام الماضية لإقناع اللاعب بالعدول عن قرار فسخ العقد، وعرضت عليه الحصول على كافة مستحقاته خلال الفترة المقبلة مع وعد بتسوية كاملة قبل يناير 2026. الإدارة أكدت للاعب أنها تمر بظروف مالية صعبة، وأن هناك خطة لسداد كل المتأخرات سواء الخاصة به أو ببقية اللاعبين.
إلا أن اللاعب، وفق ما أكده مصدر من داخل نادي الزمالك، ما زال متمسكًا بموقفه ويرى أن الوعود المتكررة دون تنفيذ لم تعد مجدية. اللاعب أكد لمسؤولين داخل النادي أنه لن يتراجع إلا إذا رأى خطوات ملموسة على أرض الواقع وليس مجرد وعود جديدة. ومع انتهاء المهلة التي حددها محاميه، أصبح اللاعب جاهزًا قانونيًا لاتخاذ القرار النهائي بالرحيل وفسخ التعاقد من جانب واحد.
ويخطط محامي صلاح مصدق لتقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" خلال الأيام المقبلة، في حال لم يتم التوصل إلى حل نهائي وسريع. الشكوى قد تتضمن طلب تعويضات مالية إضافة إلى المستحقات المتأخرة، خاصة أن اللاعب يمتلك في عقده بنودًا تمنحه هذا الحق إذا ثبت عدم التزام النادي بالدفع حسب المواعيد المحددة.
وتخشى إدارة الزمالك أن يؤدي رحيل اللاعب بهذه الطريقة إلى فتح الباب أمام لاعبين آخرين لاتخاذ خطوات مشابهة، ما يضع النادي في موقف حرج على المستوى القانوني والمالي ويزيد من الملفات المفتوحة أمام "فيفا". ولذلك تحاول الإدارة احتواء الأزمة سريعًا قبل تطورها إلى قضية رسمية قد تترتب عليها عقوبات جديدة أو مطالبات مالية إضافية.
وفي ظل هذه الأزمة، ينتظر جمهور الزمالك ما ستؤول إليه الأحداث، خاصة أن النادي يعيش بالفعل فترة مليئة بالتحديات على المستوى الإداري والمالي والفني. ورغم محاولات الإدارة لإعادة الاستقرار، إلا أن أزمة صلاح مصدق تُعد اختبارًا حقيقيًا لقدرة النادي على التعامل مع ملف المستحقات المتأخرة، وهي المشكلة التي ظلت تطارد الزمالك لسنوات طويلة.
