دخلت أزمة النادي الزمالك مع مدربه السابق البلجيكي يانيك فيريرا مرحلة جديدة من التصعيد، بعدما أبلغ المدرب محاميه الخاص ببدء تجهيز شكوى رسمية لتقديمها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، عقب انتهاء المهلة التي منحها لمسؤولي القلعة البيضاء من دون تلقي أي رد أو تحرك فعلي من جانب الإدارة لسداد مستحقاته المالية المتأخرة. ويبدو أن ملف المدربين المستقيلين أو المقالين لا يزال يمثل صداعًا مستمرًا داخل النادي، وسط تراكم القضايا الدولية التي قد تضاعف الأعباء المالية على الزمالك إذا لم يتم احتواء الأزمة سريعًا.
وتشير مصادر مقربة من المدرب البلجيكي إلى أنه منح الزمالك مهلة عشرة أيام كاملة للرد على خطابه الذي أرسله قبل الفترة الماضية، مطالبًا بالحصول على مستحقاته المتأخرة في أسرع وقت، إلا أنّ الإدارة لم تُبدِ أي تجاوب رسمي أو تحرّك واضح نحو حل الأزمة. ومع انقضاء المهلة، لم يجد فيريرا خيارًا آخر سوى البدء في اتخاذ الإجراءات القانونية، من خلال تجهيز شكوى كاملة التفاصيل سيتم رفعها إلى فيفا خلال أيام.
وتتضمن مستحقات فيريرا مبلغًا كبيرًا وصل إلى 440 ألف دولار، وهو إجمالي رواتب الأشهر المتبقية من عقده، بعد حصوله فقط على أربعة أشهر من راتبه البالغ 55 ألف دولار شهريًا، بما يشمل جهازه المعاون. وبذلك تكون مستحقات المدرب المتأخرة هي رواتب ثمانية أشهر كاملة، يطالب بها الآن بشكل قانوني بعد فسخ التعاقد معه خلال الفترة الماضية.
وتعود بداية الأزمة إلى لحظة فسخ التعاقد بين الطرفين، حين طالب فيريرا بالحصول على راتبه كاملًا حتى نهاية عقده، وفق البنود الموقعة مع الزمالك. ورغم حصوله على جزء من راتبه بالفعل، فإن النادي لم يسدد بقية المبالغ المطلوبة، الأمر الذي دفع المدرب لإرسال خطاب رسمي يطالب فيه بسرعة سداد مستحقاته، مع تحذير صريح بإمكانية اللجوء إلى الاتحاد الدولي حال عدم الالتزام.
وأوضح المصدر المقرب من المدرب أن فيريرا كان يأمل في حل الأزمة وديًا دون اللجوء للفيفا، خاصة بعدما أعطى النادي فرصة للرد والتفاوض، لكن الصمت وعدم التحرك دفعاه إلى اتخاذ خطوة التصعيد الدولي. ووفق ما أكده المصدر، فإن المدرب جمع بالفعل كل الأوراق والمستندات المطلوبة لإرفاقها في شكواه، بما في ذلك تفاصيل العقد ونسخ من الخطابات المرسلة إلى النادي.
وتأتي هذه الأزمة في توقيت حرج للغاية بالنسبة للزمالك، الذي يسعى للاستقرار الفني والإداري مع مشاركاته القارية والمحلية، بينما تواجه الإدارة عدة ملفات مالية مع لاعبين ومدربين سابقين، وهو ما قد يضاعف الضغوط على النادي في حال صدور أحكام دولية جديدة ضده خلال الفترة المقبلة.
كما يخشى جمهور الزمالك أن تتسبب هذه الشكوى في عقوبات محتملة قد تصل إلى الغرامات أو خصم النقاط أو منع القيد، إذا لم يتم التعامل مع الملف سريعًا. ويأمل البعض أن يتحرك مسؤولو النادي خلال الساعات القادمة للتواصل مع محامي المدرب ومحاولة إيجاد حل وسط قبل وصول الملف رسميًا إلى الفيفا.
وفي الوقت الذي ينشغل فيه الجهاز الفني الحالي بإعداد الفريق لاستحقاقاته القادمة، تزداد المخاوف الجماهيرية من أن تتفاقم الأزمات المالية وتلقي بظلالها على الفريق، وسط مطالبات بضرورة تدخل الإدارة سريعًا للحفاظ على استقرار النادي وتجنب أي تبعات قانونية دولية جديدة.